مقدمه :
إن صناعة المحتوى تعتبر من الاستراتيجيات الهامة في مجال التسويق الرقمي اليوم . كيف لا وهي أداة مخاطبة عقل وفكر المتلقي. وكلما كانت المحتوى متقناً كلما حقق النتيجة المطلوبة منه بكل نجاح. وقد تحدثنا في مقالات سابقة عن صناعة المحتوى وأهميتها بالتفصيل بالنسبة للتسويق الالكتروني. ولنذهب لنتعرف معاً على 4 دروس لصناعة محتوى مميز .
إن القاعدة الأولى او الدرس الأول الذي سننطلق منه هنا :
هو أنك إذا كتبت محتوى للجميع فستخسر الجميع.
يعتبر هذا الدرس الأبرز والشيء الملاحظ في كتابة المحتوى في السنين القادمة. لأنه مع انتشار وكثافة الكتابة والمحتوى المتاحة على السوشال ميديا. أصبح من غير المنطقي أبداً ان نكتب محتوى يحاول ان يرضى جميع الاذواق والثقافات في نفس الوقت.
الجميع يكتب والأغلب يرى في نفسه أنه محترف وخبير في مجاله. ولكن الملاحظة المهمة هنا أنه انت لست خبير في مجالك. اذا كنت تكتب كلام عام حول مجالك. أي أنه يجب عليك أن تكتب محتوى تخصصي مناسب لشريحة محددة جداً في السوق.
ومن أهم الأمور التي يجب عليك استخدامها في كتابة المحتوى :
-
الثغرة :Niche
هي الحل الآن في كتابة محتوى تخصصي محترف ينتشر (وسط شريحتك المستهدفة) لأنه ليس من الذكاء ان تفرح كثيراً بكتابة محتوى عام عبقري يذهب لشريحة كبيرة من الناس. لكن عند وقت الفعل لن يشترى منك أحد. لأن محتواك هو محتوى يكتبه الجميع وللجميع. لكن يجب ان تبحث عن محتوى فريد لثغرة في السوق لم يلتفت لها صناع المحتوى الآخرين. إن اختراقك لهذه الثغرة سوف يجعل منك خبير ومتخصص فيها. ولن يستطيع ان ينافسك فيها الكثير.
-
المجتمع – Community:
المجتمع في التسويق هو شريحة من السوق تستهدفها برسائل محددة. وفي ظل التنافس الحاد الآن في كل شيء بين الشركات وخاصة صناعة المحتوى. فإن المجتمع وتحديده، وتحديد خصائص المُستهدف من المحتوى الذي تقدمه، وهو ما يعرف بالBuyer Persona هو كلمة السر في النجاح.
ملاحظة هامة:
ان الثغرة والمجتمع هي الفاظ تسويقية يكمّلها شيء أعمق وأقوى اسمه صناعة البراند – Branding.
لكى تصبح براند يجب ان تستغني عن شرائح من السوق. يجب ان تضحي بهم، البراند يعدك بأنك سوف تكسب غداً مقابل خسارتك اليوم. و البراند الحقيقي يقوم على تقسيم السوق واستهداف شريحة محددة فيه. بمعنى انك أصبحت متخصص في تقديم شيء مميز لشريحة محددة وهذه الشريحة سوف يصبح لديها ولاء كامل لك ولمنتجك.
-
المشترين المتعصبين ذوي الولاء العالي – Loyal Customers:
إن استخدام الإعلانات لن ينفعك طالما أنك لا تملك مشترين متعصبين متحمسين لك. ولما تقدمه من منتجات وخدمات. فيجب عليك أن تدرك ان المشتري المتعصب لك هو أداتك الترويجية الحقيقية وسط هذا الزحام الترويجي والاعلاني .
كيف تسيطر على ثغرة كصانع محتوى؟
إذا اردت ان تسيطر على ثغرة محددة كصانع محتوى يجب ان يكون اسمك ومحتواك وشكلك مناسب لهذه الثغرة وهذا المحتوى. ومن أهم الأمور التي يجب أن تراعيها في صناعة المحتوى. أنه يجب ان يكون المحتوى بنفس لغة وفكر وصورة الثغرة التي تستهدفها حتى ينجح حتى ولو اضطررت أحياناً للاستخدام اللهجة العامية.
ومن أم الدروس أيضا في كتابة المحتوى(4 دروس لصناعة محتوى مميز ) ويعتبر الدرس الثاني في هذا المجال هو:
إذا كنت مؤمناً بالمحتوى سينجح
قبل أن تعرض محتواك وتقدمه للآخرين يجب عليك أن تؤمن حقاً بقدرته على أن يكون ناجحاً وذي فعالية. يمكنك أن تسأل نفسك عدة أسئلة:
- هل انا أقدم فعلاً قيمة للسوق؟
- هل استطيع انا كتابة محتوى ينافس محتوى الاخرين.
وباختصار إن الايمان بمحتواك المقدم وما يقدمه يعتبر من أهم خطوات نجاحه. أما عن الدرس الثالث في صناعة المحتوى فهو:
إن لانتشار المحتوى أصول
انتشار المحتوى في السابق لا يشبه اطلاقاً انتشار المحتوى الآن. ببساطةإن وجود الانترنت وبعده مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بعدها زر ال share، قد غيروا كل شيء تقريباً في صناعة المحتوى.
إن تقديم الخدمات المجانية أحياناً يساعد كثيراً في الوصول والانتشار السريع. فمثلاً إذا قمت بالترويج لأحد كتبك اونلاين وبشكل مجاني فسوف ينتشر هذا الكتاب بشكل واسع. وخاصة إذا كان ذو محتوى قيم. وتقدم السوشال ميديا اليوم هذا الخدمة مجاناً بالفعل .إن ذلك ربما لا يحقق ربح مادي سريع ولكنه قد يقدم لك بالمقابل بناء للمجتمع والبراند الذي تريده . والذي يمكنك الاستفادة منه وتحقيق المرابح مع الوقت .
أما عن الدرس الرابع فهو :
استثمر في شيء يتزايد دائماً
إذا استثمرت في مجتمع أو ثغرة يجب ان ترى انها ثابتة في الحجم على الأقل. والأفضل انها تزيد. فمثلاً إذا كنت تكتب محتوى تخصصي عن الطعام والمطاعم، فهناك سوق ثابت مثل الاكل الشعبي . لكن ربما تكون ثغرتك في المطاعم الآسيوية. وبذلك أنت تكتب محتوى عن شيء يزيد وينمو، وليس ثابت او يتناقص. وهذا سر من اسرار المحتوى الناجح.
في النهاية:
إذا أردت أن تكون كاتب وصانع محتوى متميز، يجب ان تفهم وتتقن فهم الثغرات وبناء المجتمعات والبراند القوي ، وتفهم أصول انتشار المحتوى، مثل فكرة المحتوى المجاني. وتهتم بالمجتمعات التي تزيد، وتستثمر فيها. وان لا تنسى الدرس الأول دائما: اذا كتبت محتوى للجميع فسوف تخسر الجميع!
مقالات ذات صلة :